بقلم د/ أميرة عبدالله الحوفى
أستاذ تمريض صحة المجتمع م– جامعة أسيوط – جمهورية مصر العربية
أستاذ تمريض صحة المجتمع م – جامعة جازان– المملكة العربية السعودية
(عضو منظمة الصحة العالمية – المجلس القومى للمرأة المصرية- سفيرة مصر للنوايا الحسنة)
يبدو أن تسارع الحياة وتعقيدها، قد خلق فجوة كبيرة بين الأجيال الماضية والحاضرة، وجعلت لكل جيل منهما اعتقادات ومبادئ وشخصيات مختلفة، فهل يعقل ان يتخذ شبابنا ممثل يقوم بتعاطى المخدرات ، يقدم العنف والقتل والإرهاب، والبلطجة فى الأعمال الفنية ، الكارثة أن الشباب الصغير يقوم بتقليده، فما يقدمه أخطر أنواع الإرهاب. وهذا يرجع لغياب القدوة ، فتعتبر القدوة من أسباب النجاح في الحياة لأثرها الكبير في بناء الشخصية، وتكوين سلوك جديد وتعديل الافكار.
نحن اليوم في أمسّ الحاجة إلى القدوة الصالحة والمثل الأعلى . وقبل أن ابدأ مقالى علينا أن نعلم أنه لا كمال للبشر إطلاقاً إلا نبينا -صلى الله عليه وآله وسلم- والكمال هو لله -تعالى- وليس بالضرورة أن يتصف الفرد بجميع الصفات التي ساذكرها ليصبح مؤثراً نافعاً لذاته ولمن حوله . فمعنى القدوه هو الشخص الذي يقلده الآخرين ، أو يتطلعوا إلى محاكاته أو الاسترشاد به ليصبح مثالًا حيًا في سائر أفعاله وأقواله يعتبر قدوة وأسوة في حياته للاخرين . فهناك كثيرا من نماذج تعتبر القدوه الحسنه التى تلهم النجاح للآخرين ، الذين يكونوا بمثابة أمثلة رائعة على ما لا يجب فعله إذا أردت أن تصبح ناجحا ، أو شخصا مميزا فى جميع ادوراك الحياتية . إن الشخصية ذات القبول المحبوبة المحترمة عند الناس إما أن تؤثر إيجاباً في الناس أو سلباً، فإن كان تأثيرها إيجاباً فاصبح المجتمع صحى باكمله، والعكس صحيح، فكيف يصبح الشخص قدوة حسنة ؟ أباً كان أو أمّاً أو رب عمل أو مديراً في مؤسسة أو أستاذا جامعيا أو معلماً أو طالباً أو غير ذلك ، هناك العديد من الصفات والسلوكيات التي تجعل من الشخص قدوةً للآخرين بشكل عام، ومن هذه الصفات.
القيادة بالقدوة : يعد الكتاب الشهير تطوير القائد بداخلك للكاتب جون ماكسويل من أبرز الكتب التى تناولت مفهوم القيادة . فمعنى أنك مدير لا يعنى أنك قائد ، والقيادة لاتاتى لكونك أبا أو أما أو معلما، بل تاتى بالرغبة والقدوة على أن تكون قائد ناجح لموظفيك ، أو أبنائك أو طالباتك أو زملائك يجب أن تعلم أن الناس لا تتبع فقط ما تفعله، بل سوف تفعل ما تقوله. نجاحك تلقائيا يجعل منك نموذجا يحتذى به. هذا الواقع يفرض عليك . تقديم الدعم اللازم: الشخصية القدوة تقدم يد العون للأشخاص من حولها، حتّى مع انعدام القدرة على تقديم الشيء المحدد الذي يحتاجونه؛ فالدعم المعنويّ في كثير من الحالات يكون كافٍ. كذلك احترام آراء الآخرين: الشخصية القدوة تحترم آراء الآخرين سواء كانت مؤيدة لها أم معارضة؛ فكل إنسان له الحق في إبداء رأيه فاختلاف الاراء لاتفسد للود قضية، كما يُمكن تعلّم أشياء جديدة من تلك الآراء أو رؤية موقف معيّن من زاوية مختلفة. بالاضافة الى إظهار الحكمة والنضج: لا مشكلة في أن يتصرّف الشخص بشكلٍ طفوليّ من حين لآخر، إلّا أنّ هناك أوقات يجب أن يُثبت فيها الإنسان وعيه ونضجه، ويجب أن يتمكّن من التعامل مع المواقف الصعبة كالمشاكل الأسرية، والمنافسة في مجال العمل وغيرها. الصدق: الشخصية القدوة صادقة دائماً سواء مع أفراد العائلة والأطفال أو مع الشريك أو الأصدقاء؛ فرغم أنّ الحقيقة تؤذي مشاعر الآخرين أحياناً، إلّا أنّ الكذب يظلّ الأسوأ؛ فالنّاس تتجنّب الشخص الكاذب ولا تثق به.
إظهار الاحترام : أن تقول إنك تحترم الآخرين شىء و أن تفعل ذلك بالفعل شيئا آخر. لاظهار الاحترام إسال نفسك هل أدفع أحد لاحتل مكانه أو حتى أسبقه بخطوه؟ هل تنظر للاشخاص كما هم و تقبلهم على ما هم عليه ؟ هل تظهر الامتنان للآخرين؟ انها غالبا الأشياء الصغيرة هى التى تظهر إحترمك للآخرين و بالتالى يبادلونك الإحترام و يتعلموا كيف يحترموا غيرهم .
إظهار الثقة بنفسك والاخرين : أى ما كان الإختيارات التى قمت بها مع حياتك ، عليك أن تفخر بالشخص الذي أصبحته أنت طالما كنت صالحا شريفا ، ولابد من بث الثقة فى فريق عملك . ان تكون نموذج فى إتخاذك القرار ت الإيجابية، عندما يتعلق الأمر بكونك نموذجا يحتذى به ، يجب أن تدرك أن الخيارات التي تقوم بها لا تؤثر فقط عليك ولكن أيضا على الذين يعتبرونك قدوه لهم ، لا يمكنك فقط التحدث و طرح المثاليات ، وتقديم الخيارات الجيدة للآخرين, بل يجب وضعها أنت نفسك موضع التنفيذ. فعندما يكون لديك خيار صعب عليك القيام به ، وازن بين الإيجابيات والسلبيات ، عملية اتخاذ القرار الجيد تعتبر من المهارات الهامه. على القدوة الجيدة ليس فقط أن يظهر أفضل قرار إتخذه ، ولكن أيضا كيف وصل الى هذا القرار. بهذه الطريقة ، سوف يكون من يتبعوك قادرين على متابعة هذا المنطق عندما يكونوا في وضع مماثل. الاعتذار والاعتراف بالأخطاء : لا أحد مثالي. عند اتخاذ خيار سيئ ، دع الذين يتابعونك يتعلموا منك أن يعرفوا أنك ارتكبت خطأ ، وكيف تخطط لتصحيح ذلك الخطا .يمكن ان تصبح قدوة في البيئة التعليمية، يُمكن للطالب أن يكون قدوة لمن حولة من خلال اتباع العديد من الخطوات، ومنها التركيز على التعلّم خلال عرض الدروس. الإصغاء للمعلمين والزملاء والأصدقاء عند تحدّث أي منهم في المحاضرات. إظهار الإيجابية دائماً حتّى عند الشعور بالانزعاج من أمر ما. تشجيع االزملاء لآخرين على المثابرة ومواجهة المشاكل.وصدق المولى عز وجل فى كتابه الكريم (لقد كان لكم في رسول الله أسوةً حسنةً لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر). الاحزاب 21)